هل غروب ليلة 14 رمضان ستكون دموية؟

في كل عام، تنتشر شائعات وأقاويل عن أحداث "خارقة" أو "مرعبة" قد تحدث في سماء رمضان، وغالبًا ما يُشار إلى ليلة 14 رمضان على أنها موعد لـ"غروب دموي" أو تغيّرات مقلقة في السماء. ولكن، ما مدى صحة هذه المزاعم؟ وهل يمكن أن يكون هناك أساس علمي لما يُتداول؟ في هذا المقال، سنقدم نظرة فلكية علمية متكاملة لتفسير الظاهرة، ونفكك الإشاعات بعيدًا عن الخرافات.



ما هو "الغروب الدموي"؟

مصطلح "الغروب الدموي" ليس مصطلحًا علميًا مُعتمدًا في علوم الفلك أو الأرصاد الجوية، بل هو تعبير شعبي يُطلق على الألوان الحمراء والبرتقالية الداكنة التي قد تظهر في الأفق عند غروب الشمس. هذه الألوان ليست جديدة أو خطيرة، وهي تحدث بشكل دوري في مختلف أنحاء العالم.

تتكوّن هذه الظاهرة نتيجة لما يُعرف بـ"تبعثر رايلي" (Rayleigh Scattering)، وهي ظاهرة طبيعية تحدث عندما تمر أشعة الشمس عبر طبقات الغلاف الجوي، فتتبعثر الجزيئات ذات الأطوال الموجية القصيرة (كاللون الأزرق)، وتبقى الأطوال الموجية الأطول كالأحمر والبرتقالي، ما يعطي الغروب لونه المميز.


هل هناك شيء غير طبيعي في غروب ليلة 14 رمضان؟

علميًا، لا شيء غير طبيعي في ليلة 14 رمضان. هي تصادف عادةً اكتمال القمر بدراً، ويكون القمر في أوج سطوعه، مما يمنح السماء منظرًا جميلًا، لكنه لا يعني أن الغروب سيكون "دمويًا" أو مرتبطًا بكارثة.

مراكز الرصد الفلكي مثل وكالة ناسا (NASA) والمراصد العربية لم تسجّل أي أحداث فلكية استثنائية في هذا التاريخ لعام 2025، سواء من حيث الكسوف، أو العواصف الشمسية، أو انفجارات نجمية. بالتالي، أي لون غير مألوف في السماء هو نتيجة طبيعية لحالة الغلاف الجوي.


العوامل التي قد تجعل الغروب يبدو "دمويًا"

  1. الغبار والعواصف الترابية: خصوصًا في المناطق الصحراوية، مثل العراق والخليج، يمكن لجزيئات الغبار أن تملأ الغلاف الجوي وتؤثر على لون السماء.

  2. الحرائق أو الأدخنة البركانية: في بعض الأحيان، ينتج عن الحرائق أو الانفجارات البركانية أدخنة وجسيمات دقيقة تغير من ألوان السماء، لكن لا توجد مؤشرات حاليًا على مثل هذه الظواهر في المناطق القريبة من الوطن العربي.

  3. التلوث الجوي: المدن المزدحمة والملوثة قد تشهد ألوانًا داكنة عند الغروب بسبب الملوثات التي تحجب الألوان الأخرى من الطيف.


هل توجد دلائل دينية أو تراثية تشير إلى غروب دموي؟

قد تحتوي بعض الروايات التراثية أو الأدبية على إشارات لألوان السماء كرموز للخير أو الشر، لكنها لا تستند إلى أساس علمي. في الإسلام، لا توجد أحاديث صحيحة تؤكد حدوث غروب دموي في ليلة 14 رمضان أو ارتباطه بعلامات الساعة أو الكوارث الكونية.


تأثير القمر البدر في نفس الليلة

القمر يكون في ليلة 14 رمضان في وضع البدر الكامل (Full Moon)، وهي ظاهرة تحدث كل شهر قمري. القمر البدر لا يسبب أي تأثير مباشر على الغروب، لكنه يُضيف سطوعًا للسماء بعد الغروب، ويمنح فرصة مثالية للمراقبة والتصوير.


كيف تستفيد من هذه الليلة؟

بدلاً من القلق من الشائعات، يُمكنك الاستمتاع بفرصة لرؤية السماء بشكل مميز:

  • استخدم منظارًا بسيطًا أو تلسكوبًا صغيرًا لمراقبة سطح القمر.

  • التقط صورًا لغروب الشمس بدرجاته اللونية الفريدة.

  • شارك أطفالك في مراقبة القمر وتعلّم أسماء تضاريسه مثل "بحر الصفاء" و"بحر السكون".


خلاصة المقال

لا يوجد ما يدعو للقلق بشأن غروب ليلة 14 رمضان. اللون الأحمر أو البرتقالي الذي قد يظهر في السماء هو أمر طبيعي تسببه التفاعلات بين ضوء الشمس والغلاف الجوي. أما الأحاديث عن "غروب دموي"، فهي محض خيال لا تدعمه أي دلائل علمية أو فلكية.

نحن نعيش في عصر العلم والمراقبة الفضائية المستمرة، وكل ما يحدث في السماء يتم تسجيله بدقة عبر آلاف المراصد حول العالم، بما في ذلك أقمار صناعية ووكالات مثل ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية.


الكلمات المفتاحية:

غروب دموي، غروب 14 رمضان، غروب الشمس، البدر، القمر الكامل، تلسكوب، علم الفلك، السماء الحمراء، إشاعات فلكية، رمضان، لون الغروب، الغلاف الجوي، تبعثر رايلي، NASA، مراقبة القمر، التصوير الفلكي، شائعات رمضان.


المصادر:

  • NASA – https://www.nasa.gov

  • المرصد الفلكي العربي

  • European Space Agency

  • كتاب "فهم السماء" لدان غرين

  • الجمعية الفلكية بجدة

إرسال تعليق

اكتب رأيك أو أستفسارك في خانة التعليقات

أحدث أقدم

نموذج الاتصال